الحرب على الإنترنت قادمة !

السلام عليكم ورحة الله

كان أول ظهور للرهينة بول جونسون منذ اختطافه في الرياض هو رأسه المقطوع عبر احد المواقع الالكترونية ضمن دائرة العلاقات العامة الناجحة للتنظيمات الارهابية التي تعتمد الانترنت كوسيلة تواصل. وكانت تلك الجريمة الرهيبة التي سرعت المطاردة ثم السقوط السريع للارهابيين في السعودية التي تتالت بشكل درامي. وقامت هذه الجماعات والمواقع المؤيدة للقاعدة بنشر الصور البشعة التي كان يتم تحميلها عبر هذه مواقع منتشرة في الامارات والسعودية ومصر وغيرها. وهنا نتحدث عن مئات الآلاف من الشباب الذين يشاهدون ويسمعون ويقرأون غالبا معلومات الارهابيين ومن ساندهم من المتطرفين.

ومعظم الجرائم الارهابية صارت مرتبطة بالانترنت المسرح المفضل للمتطرفين، فالفريق الارهابي يقتل والثاني المتطرف يبرر ويحرض ويجند. والذي جعل الانترنت وسيلة فعالة كونها سهلة الاستخدام. وسريعة الوصول الى الجمهور، ورخيصة الثمن وساحة حرة بلا رقيب على ما يكتب ويشاهد، واهم سبب لذلك انها بعيدة عن اعين الكبار. ويدور اليوم حديث جاد عن ضرورة ملاحقة المسؤولين عن هذه المواقع ومحاسبتهم على ما يسمحون بتداوله ولا شك ان الاحداث القاسية الاخيرة وراء التطور المهم في قرار محاربة فكر الارهاب لا الارهاب وحده.

بعد هجمات لندن تزايد الانتباه الى ان اكبر وسيلة افسدت عقول الشباب المسلم في العالم هي الانترنت وليست المدارس، لانه يستخدم من قبلهم بكثرة ويتعلمون من خلاله التحريض والتجنيد والتعليم الارهابي. وقد يدهش من لا يجرب التوسع في مطالعة المواقع المختلفة ان المتطرفين موجودون حتى في غرف دردشة في الرياضة والفنون والقضايا الاجتماعية. ويسيطرون على كثير من منتديات النقاش التي صارت تشكل فكر فئة لا يستهان بها من الناس.

فهي التي تبث دعوات التحريض الصريحة الى قتال الشيعة، ومحاربة السنة، واستئصال الصليبيين، وقتل كل من يخالف الافكار المتطرفة، ومعظم هذه المواقع موجودة في دول عربية ومسكوت عليها قانونيا رغم ما ترتكبه من مخالفات صريحة وما تسببه من شق خطير بين فئات المجتمع الواحد.

ولو ان كل فرد يساءل قانونيا عما يكتب عنده، فان هذه المساءلة وحدها كفيلة بالحد من الاقتتال الاجتماعي المحتمل حدوثه مستقبلا بين فئات المجتمع التي عاشت قبل عهد الانترنت في سلام. ولا ابالغ اذا قلت انه لم يعرف نقاش، الى الماضي القريب، يخاطب الناس بهذه اللغة التكفيرية القتالية المباشرة، كما هو شائع اليوم الذي قسم الناس الى فئات جاهزة للتقاتل. والغريب ان الحكومات التي تملك مفتاح الانترنت وتمارس الرقابة تسكت على هذه المواقع المتطرفة وجل همها منع مواقع اقل ضررا. وفي ظني ان السبب يكمن في عدم فهم ان الخطر الفكري اليوم مصدره الاعلام بوسائله، والانترنت من بينها. خاصة ان هذه المواقع تتدثر بمسميات اسلامية او اخلاقية وهي لا تزيد اسلامية واخلاقية عن منظمات ارهابية مثل القاعدة.