منتديات العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات العرب

Bien venu a tous les devleppeurs informatique et a tous le monde
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 من أبطال المقاومة الأمازيغية: عسو أوبسلام (الجزء1)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
draiver-amazigh
Admin
Admin
draiver-amazigh


المساهمات : 8
تاريخ التسجيل : 02/04/2008

من أبطال المقاومة الأمازيغية: عسو أوبسلام (الجزء1) Empty
مُساهمةموضوع: من أبطال المقاومة الأمازيغية: عسو أوبسلام (الجزء1)   من أبطال المقاومة الأمازيغية: عسو أوبسلام (الجزء1) I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 08, 2008 5:37 pm

من أبطال المقاومة الأمازيغية: عسو أوبسلام
تمهيــــد:

من المعروف أن عسو أوبسلام من أهم أبطال المقاومة الأمازيغية في التاريخ المغربي الحديث والمعاصر إلى جانب محمد الشريف أمزيان وعبد الكريم
الخطابي وموحا حمو الزياني. وقد اشتهر عسو أوبسلام بمحاربته للگلاويين والفرنسيين في الجنوب المغربي وانتصاره على المحتل في معركة بوگافر سنة 1933م.
وإذا كان عبد الكريم الخطابي قد أشعل نار المقاومة في جبال الريف، وموحا أوحمو الزياني قد أججها في جبال الأطلس المتوسط، فإن عسو أوبسلام قد حرض آيت عطا على مجابهة الاستعمار الفرنسي في الأطلس الكبير الشرقي وجبل صاغرو إبان الثلاثينيات من القرن العشرين.
ونلاحظ أن مقاومة عسو أوبسلام أشبه بمقاومة عبد الكريم الخطابي من حيث النهاية والمصير؛ لأنها انتهت بالاستسلام والتفاوض حقنا للدماء وزهق نفوس الأطفال والشيوخ والنساء في معركة تحررية غير متكافئة القوى بين الطرفين المتحاربين عددا وعدة.إذاً، من هو عسو أوبسلام؟ وماهي أهم المراحل التي مرت منها مقاومته الجهادية ضد الفرنسيين والگلاويين؟ وماهي النتائج التي أسفرت عنها مسيرته النضالية ضد خونة الداخل وغزاة الخارج؟

1/ من هو عسو أوبسلام؟

ولد عسو أوبسلام في سنة 1890م، و يعد من كبار المقاومين السوسيين الأمازيغ في ثلاثينيات القرن العشرين الميلادي، فقد تولى شؤون قبيلة آيت عطا لبسالته المعهودة وشجاعته المعروفة في القيادة وتأطير المقاومين وتوحيد قبائل آيت عطا والتمكن من التدبير المدني والعسكري والنجاح في عقد التحالفات بين قبائل الأطلس المجاورة لصد الغزاة وخونته العتاة.
وبعد تغلغل الاحتلال الفرنسي ومعاونيه من الگلاويين في الأطلس الكبير الشرقي وجبل صاغرو، تولى قيادة المقاومة الأمازيغية ضد الگلاويين والفرنسيين على حد سواء، ودخل عسو أوبسلام معهم في معارك عديدة أهمها معركة بوگافر سنة 1933م التي انتصر فيها على المستعمر الفرنسي أيما انتصار. ولم يستسلم هذا المقاوم الشهم إلا في 25 مارس1933م بعد اشتداد الحصار المفروض عليه برا وجوا، وتطويقه عسكريا من جميع الجهات؛ مما دفعه الواقع المر والظروف المأساوية التي كانت تعرفها قبائل آيت عطا إلى الاستسلام والتفاوض وفق شروط كانت في صالح آيت عطا، وكانت وفاة عسو أوبسلام رحمه الله سنة 1963م.

2/ تطور مقاومة عسو أوبسلام:

انطلقت مقاومة عسو أوبسلام من الأطلس الكبير بين أحضان جبل صاغرو، ووجه مقاومته وجهتين: الوجهة الأولى استهدف من خلالها محاربة التهامي الگلاوي الذي فرض سطوته على الجنوب مع العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، وساعده الفرنسيون على مد نفوذه على كل قبائل الجنوب ودعموه بالمال والأسلحة من أجل تطويق السوسيين والتخلص من مقاوميهم الأشاوس وأبطالهم الشجعان وثوارهم الأقوياء، وكل ذلك من أجل إشباع رغباته المادية والجسدية، وتقوية سلطته السياسية على منطقة الجنوب من مقره المركزي بمراكش ، وتقوية مكانته الاجتماعية وفرض جبروته من أجل الاستيلاء على ممتلكات الآخرين وجمع أموالهم على حساب مصلحة الشعب ومصلحة الوطن العليا.
وهكذا، عمل الگلاوي وأتباعه من القواد ورجال الإقطاع على إثارة التفرقة في الجنوب وتشتيت وحدة الأمازيغيين من قبائل سوس، كما ساعدوا على تمكين الفرنسيين في منطقة الجنوب عن طريق زرع الفتن بين القبائل و نشر الخلاف بينها، وجذب بعض الزعماء إليهم وإبعاد الآخرين ومحاربتهم بالتحالف مع الجيش الفرنسي ، وشن حملات عسكرية ضد المعارضين لسياستهم المهادنة للمستعمر الفرنسي، فحاربهم المقاوم الوطني بلقاسم النگادي في منطقة درعة إلى أن انتهت مقاومته في 1934م بعد أن حاصره الفرنسيون مستعملين في ذلك الطيران، فانتقل بعد ذلك للاستقرار في المغرب الشرقي.
ومن جهة أخرى، قاوم عسو أوبسلام القوات الفرنسية مقاومة باسلة ولاسيما في المعركة المظفرة بوگافر التي انتصر فيها المجاهدون السوسيون انتصارا باهرا حير القادة الفرنسيين آنذاك، واعترف ضباط الاحتلال بهزيمتهم النكراء ، وأشادوا بشجاعة المقاوم القائد عسو أوبسلام حتى في لحظة استسلامه، كما أثنوا على صمود المجاهدين وصبرهم وتفانيهم الصادق في الجهاد والدفاع عن أرضهم وحماية أعراضهم و الاستبسال من أجل الحفاظ على ممتلكاتهم وأرزاقهم.

3/ سيناريو معركة بوغافر:

أ‌- سياق المعركة وحيثياتها:

لم تندلع مقاومة عسو أوبسلام في الأطلس الكبير الشرقي وجبل صاغرو إلا للوقوف في وجه الحملات التمشيطية التي كان يقوم بها الگلاوي في المناطق السوسية لإخضاعها للفرنسيين مقابل الحصول على الامتيازات المادية والمعنوية وبسط نفوذه السيادي على كل القبائل الأمازيغية في الجنوب تذليلا و تفقيرا وتجويعا وتسخيرا.
وهناك دافع آخر كان وراء اندلاع هذه المقاومة الأمازيغية الشرسة وهو أكثر أهمية من الدافع الأول يتمثل في تغلغل القوات الفرنسية في جبال الأطلس الكبير الشرقي قصد السيطرة على خيرات الجنوب واستنزاف معادنه ونهب ثرواته وتحويل سكانه الأحرار إلى عبيد أذلاء مسترقين يخدمون المستعمر الغاصب الذي لايخدم سوى مصالحه الشخصية على حساب مصلحة المحميين الذين يعدون اجتماعيا من الدرجة الدنيا أو من الطبقة الخسيسة الحقيرة التي لاتستحق سوى التعذيب والتجويع والإهانة.
وهناك دافع آخر يتمثل فيما هو ديني وأخلاقي، فمن المعروف أن الأمازيغيين يخافون كثيرا على أعراضهم ويغيرون على حرماتهم ويذودون على نسائهم ويسترخصون في ذلك النفس والنفيس ؛ لأنهم لا يقبلون بالذل والعار ولا بالضيم والفحش والجور ، لذا انبروا مسرعين في صف واحد متحالفين مع قبائل الأطلس المجاورة لمجابهة العدو الكافر الذي أتى ليخدش كرامتهم ويذل رقابهم ويستحيي نساءهم ويسومونهم سوء العذاب.

ب‌- مراحل المعركة:

لم تتأجج مقاومة عسو أوبسلام ميدانيا إلا بعد قضاء الفرنسيين على مقاومة أحمد الهيبة في الجنوب، واحتلالهم لغرب الأطلس الكبير والأطلس الصغير انطلاقا من مدينة مراكش. لذا، تجمعت قبائل آيت حمو وآيت مورغاد وآيت عطا بجبل صاغرو، شرق الأطلس الصغير، وقد اتخذ عسو أوبسلام هذه المنطقة الجبلية قلعة حصينة للمقاومة والصمود والتحدي، فقاد القبائل السوسية لخوض معركة بوگافر في فبراير 1933م لصد تغلغل المحتل الفرنسي، ورفض كل الإغراءات والمساومات التي قدمتها فرنسا له على لسان المترجمين المغاربة .
هذا، وقد أظهر السوسيون شجاعة كبيرة في هذه المعركة وبطولة ملحمية كبدت الفرنسيين خسائر فادحة في الأرواح البشرية والعتاد العسكري والمؤن على الرغم من الظروف التي عاش فيها المقاومون أثناء خوضهم غمار الحرب ضد الأعداء الفرنسيين كالمعاناة من العطش والجوع وشدة البرد وانعدام الإمكانيات المادية والمالية وقلة الذخيرة العسكرية لمقاومة المحتل أطول وقت ممكن. كما كان المقاومون السوسيون يتعرضون ليلا ونهارا لوابل من القنابل ورصاصات الرشاشات القاتلة. ويعترف أحد الضباط الفرنسيين بشجاعة السوسيين في معركة بوگافر وببسالة عسو أوبسلام:" ابتداء من 13 فبراير 1933م كان فشل الهجومات الأولية...ومن 22 إلى 28 فبراير كان الهجوم على بوغافر...وقد اصطدمنا بمقاومة لاتصدق للثوار... حيث كانت خسائرنا مهمة... ومع استحالة وصولنا إلى قمة بوغافر(أحد جبال صاغرو) تقرر الحصار من طرف القيادة... وحينئذ، وطيلة شهر بكامله كانت مقاومة الثوار للبرد والجوع والعطش باهرة، على الرغم من تلقيهم لوابل من القنابل نهارا وليلا، وإطلاق الرشاشات عليهم كلما اقتربوا من أحد الآبار، فقد قاوموا كل العروض المغرية...الموجهة إليهم من طرف المترجمين...".[i]
ومن المعلوم أن الفرنسيين قدموا إلى قمة بوگافر بقوة عسكرية تعدادها 83 ألف مقاتل سنة 1933م مدعمة بسلاح الطيران انطلاقا من مدينة ورزازات، بينما كان عدد المجاهدين هو سبعة آلاف رجل مدججين ببنادق بسيطة. فطلع الجنود الفرنسيون - حسب وثيقة تاريخية شاهدة - إلى جبل صاغرو :" من كل جهة... ويضربون بالبارود والأنفاط (القنابل) والقرطاس والطيايير(الطائرات) والمهابلة(المدافع الرشاشة)، والمسلمون( المجاهدون من آيت عطا بزعامة عسو أوبسلام) يضربونهم حتى قتلوا في النصارى كذا وكذا من نفس( عدد كبير) بين الفسيانة وقبطان واكنانيرة وكولونيلات وكبار حكامه وسرجانه (sergents )، وغير ذلك من گوم (Goumiers )[ii]، وعساكر، ومع الذين حركوا معه يسمى برطيزة ( Partisans ، المجندون من أبناء القبائل) وأما الذي مات في لالجو(la légion ) لايحصى عدده إلا الله... وقعدوا ( استمر) البارود في تلك الجبال بكافر منه خمسة وأربعون يوما... والمسلمين لم يكن عندهم جهد من القوام من العدة والبارود والمؤونة..."[iii]
ولم تقتصر معركة بوگافر على الرجال السوسيين فقط، بل كانت النساء السوسيات يحرضن المقاومين على القتال والجهاد ، إذ اتخذت النازلة أو المعركة صبغة دينية ، فالصراع هنا بين المسلمين والكفرة، وتقول الوثيقة التاريخية الشاهدة في هذا الصدد مشيرة إلى دور المرأة الأمازيغية في تحفيز المجاهدين على الاستمرار في المعركة والتصدي للعداة الأجانب" وكذلك النساء التي حضروا (حضرن) في تلك الغزوة ، وأنهن فعلن كما(مثل)أفعال الرجال في يوم القتال رضي الله عنهن، وأنهن تنبهن الرجال في يوم القتال ليقولن كونوا الرجال... والنصارى خدام الكور(مستمرون في القصف)، والقرطاس على المسلمين ليلا ونهارا، والأرض تضرب مثله كمثل المطر إذ كان ينزل بالكثرة، ودخان الأنفاط والطيارات على المسلمين كمثل الغيام الأسود، ولم يحيرن ( غير مباليات) أنهن يقولون ( يقلن) للمسلمين اضربوا العدو".[iv]
ويعني هذا أن المرأة الأمازيغية كانت تقاوم إلى جانب الرجل، وكانت في بعض الأحيان أكثر جرأة وشجاعة من الرجال ، إذ لم يقبلن بسياسة التفاوض والاستسلام ولو كان ذلك الاتفاق مشروطا وفي صالح آيت عطا، فقد أورد الشعر الأمازيغي في هذا السياق الكثير من الأبيات الشعرية على لسان نساء آيت عطا ينتقدن فيها عسو أوبسلام ويرفضن استسلامه الفاشل حينما قبل التفاوض مع المحتل ، وهادن الكفرة بدلا من النضال حتى آخر لحظة من حياة التصدي والصمود.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من أبطال المقاومة الأمازيغية: عسو أوبسلام (الجزء1)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من أبطال المقاومة الأمازيغية: عسو أوبسلام (الجزء2)
» الحقيقة الأمازيغية التسمية.. التاريخ.. '1)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات العرب :: المنتديات العامة :: منتدى تاريخ الامازيغ-
انتقل الى: